فضاء حر

عن الخطاب المصاغ بلغة معجونة بالبارود

يمنات

يتحدث العائدون من عدن من فرق الحوار عن حجم معاناة الناس من انقطاع الكهرباء والذي يمتد في اليوم الواحد لساعات طويلة ليلا ونهارا في هذا الجو الشديد الحارة والذي تصبح فيه ملوحة البحر جزءا من معاناة يومية.

ومما يزيد من حجم المعاناة أن ترى الأسر أبناءها وهم يذاكرون على ضوء الشموع وعندما يتوجهون إلى فراش النوم لا يجد النوم إلى أجفانهم سبيلا بسبب الحر والقهر والتعب وصورة القاذوف الذي يطلق في وجههم الرصاص كلما احتجوا أو رفعوا صوتهم يستنكرون الحال المائل الذي وصلوا إليه..

هؤلاء الشباب يتشكل موقفهم من كل شيء عندما لا يجدون من يتحدث إليهم إلا بلغة التهديد والوعيد وعلى طريقة اللي مش عاجبه يشرب من البحر.

عدن مدينة التسامح يخترقها سلوك عنجهي يمزق كل يوم مساحة الوجه المدني، جعل الرائعة الدكتورة ألفت الدبعي تصرخ في وجه العنف القبيح..

وليت القوم يدركون ماذا يعني أن تضع مصير الناس بأيد لا تعرف غير إطلاق الرصاص.

الفجوة تتسع ، والخطاب الذي يصاغ بلغة معجونة بالبارود لا يمكن أن ينتج على الأرض سوى مزيد من الفجوات والمزيد من الجفوة في القلوب.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى